الأحد، 9 نوفمبر 2008

الرفاعيون والدولة الإسلامية

تأثيرات انتشار الإسلام على الحياة في شرق أفريقيا ومهما يكن من أمر، فان مؤسس دولة العبدلاب في النوبة، وشرقي السودان ينحدر من أصل أحد المهاجرين المسلمين العرب ذوي النسب الشريف، الذي وصل جده الى هذه المنطقة عقب الصراعات السياسية التي اعتورت الدولة الاسلامية، إِما ابان الفتنة الكبرى، أو عقب الصراع الأموي العباسي.والواضح من الروايات الكثيرة أن الجد الأكبر تزوج من جهينة العربية أو قبائل رفاعة، التي سبق لها أن استوطنت السودان، وتمكن أحد الأحفاد من أن يصبح زعيماً للقبائل العربية المسلمة المهاجرة من قبل «كجهينة اليمنية ـ ورفاعة وفزارة ـ والكواهل » وغيرهم.ويلاحظ أن المصادر الخطية لاتذكر شيئاً عن الطريق التي سلكها اجداد العبدلاب الأوائل، أو قبيلة أجدادهم من جهينة عند وصولهم الى السودان(1).ولكي يتضح مما جمع من روايات شفهية في السودان، أن الأجداد الأوائل للعبدلاب قدموا من ثلاثة طرق(2).الأول: محاذ لنهر النيل عن طريق دنقلا.الثاني: عبر صحراء العتمور عن طرق أبي حمد.الثالث: عبر الحجاز عن طريق ثغر سواكن. ومن دروب الصحراء الشرقية تدفقت قبائل جهينة الى عيذاب. ويبدو أن جهينة ورفاعة وقعتا في صراع طويل استمر حتى عام 1281م.وعن طريق نهر النيل صاحبت الجيوشَ المملوكيةَ المصريةَ أفواجٌ من قبائل جهينة، التي غزت بلاد النوبة والسودان الشرقي. وقد قويت شوكة هذه القبيلة، فاشتد ساعدها وكثر حلفاؤها بين حدود صعيد مصر، وتخوم الحبشة (اثيوبيا) الشمالية الشرقية، ومع مرور الزمن هيمنت جهينة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدولة علوة المسيحية في هذه المنطقة، فقوضت جهينة ركائز حكم دولة علوة، ابان النصف الأول من القرن الخامس عشر(1).وتقف ندرة المعلومات حائلاً دون اعطاء صورة واضحة عن تاريخ العبدلاب المتصل. غير أنه من الواضح أن قبائل جهينة وحلفاءها العرب المسلمين تجمعوا عقب هزيمتهم لدولة علوة المسيحية حول جبل «الريان» الواقع شرقي «قرى» بالنوبة. وهذه المنطقة تعد اقتصادياً من الأهمية بمكان، حيث تسقط فيها كميات كبيرة من الأمطار علاوة على هيمنتها على ملتقى الطرق المهمة المتحكمة في تجارة القوافل. وفي منطقة «قرى» تمكن العبدلاب من السيطرة على القبائل العربية وغيرها، وفرض أتاوات سنوية مكنتهم من تسيير ادارة دولتهم الفتية. علاوة على ماكانوا يفرضونه من فوائد واتاوات على السفن التجارية التي كانت تمر بعاصمتهم عن طريق درب الجمل، الذي كان يسير محاذياً لحوض النيل شمالاً وجنوباً، وتتفرع منه طرق شرقاً من عاصمتهم، الى ثغر سواكن التجاري على البحر الأحمر، اضافة الى طريقين أُخريين الى مصر شمالاً، وكردفان وغرب افريقيا غرباً(2).وبفضل الثروة المادية التي آلت الى دولتهم، وترفعهم عن الخوض في الخلافات المحلية، سمت رفعتهم الاجتماعية، فشكلوا قيادة لا منازع لها بين مختلف القيادات المحلية في منطقة النوبة والسودان الشرقي.وقد استطاعوا استقطاب القبائل كلها، تحت امرتهم في حروبهم الطويلة مع السكان الأصليين.وفي عهد «الشيخ عجيب بن عبد الله بن جماع» قويت شوكة دولة العبدلاب باضفائه صبغة سياسية على دور المشايخ والقادة المحليين الذين آثروا الانضواء تحت سلطنة السياسية فكان يغدق عليهم الأموال والاشارات ذات الطابع السياسي المتسم بالولاء والخضوع في سواحل البحر الأحمر والنوبة وشمال السودان وكردفان. غير أننا نرى أن دولة العبدلاب تدخل في صراع سياسي مع دولة اسلامية ناهضة، هي دولة الفونج فتنهي دورها السياسي والقيادي مع مطلع القرن السادس عشر. وبرغم من هزيمة وانهيار دولة العبدلاب ظل دورهم مستمراً في الادارة والحكم في الجزء الأوسط من وادي النيل، ولكن في اطار دولة الفونج الجديدة(3).جهينة ركائز حكم دولة علوة، ابان النصف الأول من القرن الخامس عشر(1).وتقف ندرة المعلومات حائلاً دون اعطاء صورة واضحة عن تاريخ العبدلاب المتصل. غير أنه من الواضح أن قبائل جهينة وحلفاءها العرب المسلمين تجمعوا عقب هزيمتهم لدولة علوة المسيحية حول جبل «الريان» الواقع شرقي «قرى» بالنوبة. وهذه المنطقة تعد اقتصادياً من الأهمية بمكان، حيث تسقط فيها كميات كبيرة من الأمطار علاوة على هيمنتها على ملتقى الطرق المهمة المتحكمة في تجارة القوافل. وفي منطقة «قرى» تمكن العبدلاب من السيطرة على القبائل العربية وغيرها، وفرض أتاوات سنوية مكنتهم من تسيير ادارة دولتهم الفتية. علاوة على ماكانوا يفرضونه من فوائد واتاوات على السفن التجارية التي كانت تمر بعاصمتهم عن طريق درب الجمل، الذي كان يسير محاذياً لحوض النيل شمالاً وجنوباً، وتتفرع منه طرق شرقاً من عاصمتهم، الى ثغر سواكن التجاري على البحر الأحمر، اضافة الى طريقين أُخريين الى مصر شمالاً، وكردفان وغرب افريقيا غرباً(2).وبفضل الثروة المادية التي آلت الى دولتهم، وترفعهم عن الخوض في الخلافات المحلية، سمت رفعتهم الاجتماعية، فشكلوا قيادة لا منازع لها بين مختلف القيادات المحلية في منطقة النوبة والسودان الشرقي.وقد استطاعوا استقطاب القبائل كلها، تحت امرتهم في حروبهم الطويلة مع السكان الأصليين.وفي عهد «الشيخ عجيب بن عبد الله بن جماع» قويت شوكة دولة العبدلاب باضفائه صبغة سياسية على دور المشايخ والقادة المحليين الذين آثروا الانضواء تحت سلطنة السياسية فكان يغدق عليهم الأموال والاشارات ذات الطابع السياسي المتسم بالولاء والخضوع في سواحل البحر الأحمر والنوبة وشمال السودان وكردفان. غير أننا نرى أن دولة العبدلاب تدخل في صراع سياسي مع دولة اسلامية ناهضة، هي دولة الفونج فتنهي دورها السياسي والقيادي مع مطلع القرن السادس عشر. وبرغم من هزيمة وانهيار دولة العبدلاب ظل دورهم مستمراً في الادارة والحكم في الجزء الأوسط من وادي النيل، ولكن في اطار دولة الفونج الجديدة(3).

ليست هناك تعليقات: